في السنتين الأخيرتين، قد تكونون شهدتم كغيركم من العائلات الكثيرة في إسرائيل: ارتفاع غلاء المعيشة، إلى جانب صعوبة تدبّر أمور الحياة دون معاش يرتفع بالوتيرة ذاتها. لن ننسى جائحة كورونا والأحداث العالمية الأخرى التي دفعت إلى وجود وضع اقتصاديّ معقّد.

لذا نحصل على قرضٍ لشراء سيّارة، وقرض آخر لإغلاق المينوس في الحساب، وغيره لتمويل حفلات الأبناء، ولا تنسوا دفعات "المشكنتا"... خلاصة الأمر، القروض تتراكم.

ضف على ذلك ارتفاع الفائدة المستمرّ من قِبل محافظ بنك إسرائيل، جرّاء تأثّرها بعمليات اقتصادية عالميّة. 

إذ أنّ القرض الذي كانت له فائدة معيّنة في بداية العام قد يكلّفكم عشرات لا بل مئات الشواقل الإضافية في منتصف العام، بحسب مبلغ القرض. 

ما العمل في مثل هذه الحالة كيّ نلتزم بأقساط القروض المتزايدة؟ 

أحد الحلول المتاحة والتي من شأنها أن تسهّل إدارة تسديد القروض هو توحيد القروض وتمديد الأقساط الشهرية على فترة أطول. هذه عملية يتمّ من خلالها الحصول على قرض واحد كبير لسداد القروض الأخرى.

متى يُنصح بتوحيد القروض؟

القاعدة الأساسية تقول: إذا تجاوزت الدفعات الشهرية لديونكم الـ %40 من قيمة الدخل الصافي (نيتو) ، يُنصح بالتوجّه للبنك أو لهيئة مالية أخرى وفحص إمكانية توحيد القروض أو تمديد فترة سداد القروض القائمة، بهدف تخفيف الأقساط الشهرية. 

ماذا نستفيد من توحيد القروض؟ 

عندما نوحّد القروض في حسابنا، يسهل علينا معرفة الدفعة الشهرية ومتابعة الموضوع، إذ نجد سطرًا واحدًا في الحساب بدلًا من وجود عدّة أسطر للقروض الكثيرة.

وإذا كان يصعب عليكم الالتزام بالأقساط الشهرية العالية فمن الممكن تقليل الدفعات وتمديد فترة سداد القرض. يومًا ما في المستقبل، عندما يتحسّن الوضع وتشاء الظروف يمكنكم التفكير في سداد القرض أو جزء منه قبل انتهاء مدّته.

قد يكون توحيد القروض فرصة لتحسين شروط القرض. بما أنّنا نحصل على قرضٍ واحدٍ كبيرٍ فبإمكاننا التفاوض على نسبة الفائدة. إذا كان لديكم "مشكنتا"ّ فيمكنكم التفكير في زيادة المبلغ لتوحيد القروض الشخصية الأخرى. كلّ ضمان قد تقترحونه كفيل بتقليل المخاطرة الكامنة في القرض وتقليل نسبة الفائدة.

يمكنكم "ضرب عصفورين بحجر واحد" والتفكير في إغلاق المينوس في الحساب من خلال القرض، وتجنّب الفائدة المرتفعة على المينوس.  

لما يجب الانتباه بتوحيد القروض؟

يجب التذكّر بأنّ توحيد القروض ليس بالعلاج السحريّ. لا يزال عليكم التعامل بشكل حذر ومدروس لتسديد القرض والالتزام بالمدّة المحدّدة. من المهمّ في المقابل تحليل الصورة المالية العامّة للعائلة والنظر في إمكانية تقليل المصروفات الجارية، وذلك بهدف تجنّب العودة إلى المينوس والخروج عن إطار السحب المسموح به في الحساب مجدّدًا.

إضافة إلى ذلك، تمديد  فترة سداد القرض تزيد من مبلغ الفائدة الكلّي على القرض. كما أنّ نسبة الفائدة قد تكون أعلى من تلك التي حصلتم عليها في القروض السابقة.  ولذلك، يُنصح باللجوء إلى توحيد القروض بعد دراسة شاملة  لكلّ السيرورة وعواقبها.

يمكنكم الاستعانة بمستشار ماليّ لتقييم الشروط المعروضة عليكم من قبل جهات مختلفة وللتخطيط لكيفية التعامل مع الدفعات. قارنوا بين العروض المختلفة، خذوا بالحسبان التكاليف الأخرى التي قد تضاف لعملية توحيد القروض كعمولة السداد المبكر للقرض وتحقّقوا من كافّة تفاصيل القرض قبل اختيار القرض الأنسب لكم.

لتلخيص ما سبق، قد يكون توحيد القروض بمثابة حلّ جيّد لتحسين التخطيط المالي للعائلة، تحديدًا في الفترات الاقتصادية الصعبة. يساهم التوحيد في فهم واضح لوضع الديون وفي تخطيط التدبيرات المالية في العائلة للالتزام بتسديد الدين.

قبل توحيد القروض يجب التفكير، يجب المقارنة بين شروط القروض القائمة وشروط القرض الموحّد المقترحة عليكم، مع مراعاة قدرة العائلة على السداد الآن وفي المستقبل. هذه فرصة للتخفيف عن العائلة ولكن يتوجّب عليكم ملاءمة الميزانية العائلية للتأكّد من قدرتكم على الالتزام بتسديد الدفعات.

الخطوة الأولى نحو إدارة مالية سليمة هي أن تكونوا على دراية بوضعكم الحاليّ، في الرابط التالي يمكنكم إيجاد أداة تساعدكم على تخطيط ميزانيتكم وإدارتها على نحو مستمرّ.

*لا تُعتبر المعلومات أعلاه بديلًا عن الاستشارة المهنية التي تراعي كلّ فرد واحتياجاته. عدم تسديد القرض قد يؤدّي إلى دفع فوائد تأخّر وإلى اتّخاذ إجراءات في دائرة الإجراء والتنفيذ.