مقابلة العمل أيضًا مثلها مثل السيرة الذاتية هي جزء لا يتجزأ من عملية البحث وإيجاد عمل. مقابلات العمل يجب أن تبدو، عند إجرائها بشكل صحيح، وكأنها محادثة ثنائية الاتجاه، بينكم أنتم، المتقدمون للوظيفة، وبين من يُجري مقابلة العمل معكم.

في دقائق قليلة يحتاج مجرو مقابلات العمل أن يعرفوا كل المعلومات عنكم بغية اتخاذ قرار بخصوص مدى ملاءمتكم لشغل الوظيفة فضلاً عن المرشحين والمرشحات الآخرين للوظيفة. سيحاولون خلال مقابلة العمل أن يعرفوا من أنتم كأشخاص وكموظفين وكيف ستندمجون في الشركة أو المصلحة التجارية. إليكم شيئًا ربما لن يخبركم به الجميع ولكن هذا هو الوقت المناسب لتفحصوا أنتم أيضًا مدى ملاءمتكم لمكان العمل الجديد. فيما يلي بعض الأشياء التي يجب عليكم القيام بها قبل الوصول إلى مرحلة مقابلة العمل للتأكد من أنكم ستشغلون الوظيفة المناسبة لكم وأنكم ستتركون أيضًا انطباعًا جيدًا لدى من سيجرون معكم مقابلات العمل. 

تتبعوا حساب لينكد إن Linkedin الخاص بالشركة التي ستخضعون فيها لمقابلة العمل

تُدير كل الشركات في أيامنا هذه حسابات لها على منصة "لينكد إن" ولكل شركة وكلاء رسميين نجدهم على كل وسائل التواصل الاجتماعي. ابحثوا عن أشخاص محوريين في عمل الشركة وابدأوا بمتابعة نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي. بهذه الطريقة ستعرفون من هم، ما هي مجالات اهتمامهم وحتى ماهي المواضيع التي تتصدر اهتماماتهم اليومية في السياق الاجتماعي. ابدأوا بالتفاعل النشط مع حساب الشركة على منصة "لينكد إن"، علّقوا على منشورات الموظفين فيها وشاركوا تلك المنشورات حتى التعليق والتواجد ضمن مجموعات الفيسبوك التجارية الخاصة بالشركة ذات الصلة من شأنه أن يجعل اسمكم حاضرا وربما يتيح لأولئك الأشخاص معرفتكم بشكل جيد قبل أن تصلوا حتى الى الخضوع لمقابلة العمل فعليًا. 

من أهم الأشياء الجيد فعلها هو أن تقوموا بكتابة بعض الحقائق التي قرأتموها عن الشركة من خلال منشوراتها الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي مع التركيز على ما نشر في منصة "لينكد إن". ان استعرضتم هذه المعلومات خلال تواجدكم في مقابلة العمل، وطبعا بالسياق الملائم، يمكنكم بهذا كسب بضع نقاط فيما يتعلق بمدى تواصلكم مع الثقافة التنظيمية للشركة.

ادرسوا مشغليكم جيدًا

قبل توجهكم لمقابلة العمل قوموا بجمع ما أمكن من معلومات هامة عن الشركة، المؤسسة أو حتى الوظيفة التي ستترشحون لشغلِها. هذه النصيحة لها أهمية مضاعفة ومتنوعة – ما عدى حقيقة أنكم بهذا يمكنكم أن تستطلعوا أكثر عن المكان الذي ستلتحقون بالعمل فيه وإن كان هو حقًا العمل المناسب لكم، فإن هذا البحث المسبق من قبلكم من شأنه أن يجعلكم جاهزين أكثر لمقابلة العمل وهو الأمر الذي سيترك انطباعًا أوليًا عنكم لدى من سيجرون مقابلات العمل معكم ويجعلكم متميزين عن باقي المرشحين والمرشحات. يمكنكم استخدام المعلومات التي اكتسبتموها بشكل أنيق ومناسب في الوقت الملائم. من الجيد أيضًا جمع معلومات كذلك عن الوظيفة ذات الصلة وحتى عن الشخص الذي سيجري المقابلة معكم.

يمكن، في عصرنا هذا، إيجاد معلومات كثيرة في دقائق معدودة من البحث من خلال شبكات التواصل. قوموا بإجراء بحث مسبق بخصوص التفاصيل العامة عن الشركة، عن الشركة ذاتها، كم مضى على انشائها، من الذي يترأسها، ما المجال الذي تنشط فيه أو ما الخدمات التي تقدمها، من هم منافسوها وما الى ذلك. اقرأوا مقالات عن مشغليكم، تحروا عن المشاريع الكبيرة التي تنخرط فيها الشركة وعن نشاطاتها السابقة. 

استعينوا بمنصات مثل "glassdoor" للحصول على معلومات متعمقة أكثر فيما يتعلق بالأجواء في الشركة وأيضًا كل ما يخص الراتب المتوقع. تجدون في منصة "glassdoor" كل ما يتعلق بالمعلومات الداخلية عن الشركة من خلال ما يعبر عنه ويرويه موظفون حاليون في الشركة، موظفون سابقون، وحتى مرشحين حاليين للعمل في الشركة. تُتيح هذه المنصة مشاركة معلومات عن المدراء، الرواتب، الأجواء الداخلية في الشركة، دون الكشف عن أسماء المعلقين، وأيضًا تُتيح لكم إلقاء نظرة على أشياء على الأرجح لن يخبروكم بها في مقابلة العمل. 

كونوا فضوليين: أسئلة يُستحسن أن تسألوها

لا يُفترض بمقابلة العمل أن تكون أحادية الاتجاه، كما سبق وذكرنا. عليكم أنتم أيضًا أن تعرفوا كيف تطرحون الأسئلة المناسبة ومهم تدركوا ذلك وحتى أن تبادروا أنتم ذاتكم بهذه الجزئية. الأسئلة الذكية تدل على تحضير مسبق ومن شأن ذلك أن ينقل انطباعًا عن مدى اهتمامكم وجديتكم. تساءلوا بينكم وبين أنفسكم عن الأشياء المهم معرفتها عن مكان العمل، عن مُشرف العمل المسؤول، عن الوظيفة وعن اندماجكم في كل ما سبق ذكره. أمثلة لأسئلة يمكن طرحها: من هو المُشرف المسؤول عني؟ كم يضم طاقم العمل؟ ما المهارات والكفاءات التي تبحثون عنها في المرشحين للعمل؟ وفي حال سيتم قبولي للعمل – كيف هو شكل يوم العمل النمطي لديكم؟ ما هو المسار المهني المألوف لمن يشغل هذا المنصب؟ وأسئلة عن توقعات مشغليكم منكم، وما إلى هنالك. 

تشكيلة الأسئلة التي ممكن طرحها هي لا نهائية، وعليكم التأكد من أنكم تطرحون أسئلة تعززكم وتعزز موقفكم في مقابلة العمل، وتُبرز صفاتكم وتساعدكم أيضًا على الحصول على تصور أكثر وضوحًا فيما يتعلق بمكان العمل والوظيفة ذاتها. انتبهوا ألا تسألوا أسئلة فقط عن الشركة ذاتها وهو الأمر الذي ان حدث سيدل على أن استعدادكم لم يكن جيدًا كفاية، ان استعددتم أساسًا.

إليكم بعض الأسئلة التي سمعناها من مشغّلين والتي يحبون أن تُطرح على مسامعهم:

1. ما الذي سيُعتبر نجاحًا حققته في العمل بعد عدة أشهر؟
2. ما هي الموارد التي ستكون بحوزتي لأحقق من خلالها أهداف الشركة؟
3. ما الذي يميز ثقافتكم التنظيمية في الشركة؟

إن قمتم بدراسة مسبقة وجيدة حول مشغّليكم وأعددتم أسئلة تهدف إلى إدراككم العميق لكيفية إبراز مهاراتكم وترك انطباع فوري لدى رب العمل، لن تكون النتيجة فقط خروجكم بمعلومات أكثر وأدق فقط، بل إنكم بذلك ستتركون أيضًا انطباعًا إيجابيًا لدى من يجرون مقابلات العمل معكم بفضل المعلومات التي أظهرتم إلمامكم بها وتلك الأسئلة التي تُركز على الأشياء الضرورية وليس الهامشية. بالتوفيق!