أتذكر اللحظة التي قررت فيها أنا وسلمى أننا ملتزمون بالتغيير. كانت طفلتنا الصغيرة تبلغ من العمر 10 أشهر، وقد تخيلنا منذ فترة طويلة إمكانية السفر إلى الخارج مرتين في السنة. بدأنا نضع لأنفسنا أهدافًا وغايات محددة، تلك التي من شأنها أن تعطي تحدياً، ولكنها ستلهمنا أيضًا. لقد فحصنا عبر الإنترنت تكلفة الإجازة، وقمنا بتسجيل التكاليف وأدركنا مقدار ما نحتاج إلى توفيره كل شهر لكي نحقق الهدف.
هنا جاءت المرحلة الصعبة. قمنا بجمع جميع الوثائق التي بحوزتنا: كشوفات حساباتنا في البنك في الأشهر الثلاثة الماضية، تقرير الفائض لسداد قرض الرهن العقاري وكشوفات بطاقات الائتمان، يشمل تلك التي لا تعمل وغيرها.
قمنا بترتيب كل شيء في برنامج الأكسل عن طريق فئة المصروف، وقمنا بحساب معدل الإنفاق/المصروف الشهري لكل فئة في الأشهر الثلاثة الماضية. وهكذا حصلنا على صورة كافية ودقيقة عن معدل دخلنا ونفقاتنا في الشهر .
في هذه المرحلة أدركنا أنه من أجل الوصول إلى حالة تكون فيها النفقات مساوية للدخل، حتى يتبقى لدينا المال للتوفير لقضاء الاجازة، علينا أن نقدم بعض التنازلات المؤلمة.
لذلك قمنا بتصنيف كل بند من بنود النفقات بين 1 و 10، بترتيب تصاعدي من حيث الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، لاحظنا أن لدينا جميع أنواع المصروفات غير الواضحة، مثل التأمين القديم، لذلك طلبنا من مستشار تأمين بأن ينظم لنا هذا الأمر. اتضح أن لدينا تأمين مزدوج وهذه الخطوة فقط وفرت لنا حوالي 380 شيكل شهريًا.
حددنا لنا يومًا في الشهر، وهو الذي يسبق يوم خصم جميع عمولات الدفع الثابت والمدفوعات من الحساب. واطلقنا عليه «يوم التصفير».
بعد ذلك قررنا ما الذي سنسدده ببطاقة الائتمان وما الذي ندفعه نقداً. أدركنا أن هناك نفقات يصعب متابعتها، مثل الترفيه والملابس، لذلك خصصنا لها مبلغًا نقديًا كل شهر لن نتجاوزه.
في البداية كان من الصعب التكيّف مع العادات الجديدة، لكننا سرعان ما تعودنا.
في نهاية كل شهر، سجلنا في ملف المبلغ الذي أنفقناه بالفعل مقارنة بما خططنا له.
ذهبنا إلى منتديات المستهلك والموقع الإلكتروني لمركز التنمية المالية واكتشفنا طرقًا جديدة للتوفير. على سبيل المثال، قمنا بمقارنة الأسعار عبر الإنترنت وتوصلنا إلى السعر الأرخص لشراء سلة مشترياتنا. قمنا أيضًا ببيع إحدى سياراتنا لأنني أعمل في المدينة ويمكنني السفر في Carpool.
استغرق الأمر وقتًا أطول مما كنا نخطط له، لكنه كان مُجدياً.