Glossary tooltip block

%title% %summary%

Breadcrumbs

عن التوفير والاستثمارات في جيل صغير

مقدّم من Ynow، يناير 2024

 

أرود مشاركتكم بقصة شخصية قصيرة -

خلال خدمتي التطوعية، تلقيت مكالمة هاتفية من البنك. اقترحت عليّ موظفة البنك الانضمام إلى برنامج توفير والاستفادة من الفوائد. في البداية، أجبتها أني لست بحاجة لذلك، لأنني لا أمانع أن يبقى المال في الحساب الجاري.

 

مع ذلك، شرحت لي الموظفة أن التوفير هو وسيلة جيدة للحفاظ على المال، وأنه سيجني فوائد مع مرور الوقت، وأني سأجني الربح من البرنامج. بعد أن فكرت في الأمر، قلت لها "يبدو ذلك جيدًا!" وقررت أن إيداع 300 شيكل شهريًا من خلال أمر دفع دائم للتوفير في البنك.

نسيت أمر البرنامج، واستمرت الأموال بالتوفير لمدة ستة أشهر، إلى أن قررت في أحد الأيام أن أدخل إلى حساب البنك وأن أطّلع على تفاصيل التوفير.  لاحظت أن موعد انتهاء البرنامج هو بعد 13 عامًا من الإيداع الأولي، مع إضافة الفائدة، ما يعني أن أموالي زادت دون أي جهد خاص من جانبي.

من جهة أخرى، نظرت إلى خانة الربح من البرنامج، وعن الربح المتوقّع بعد 13 (!!) عامًا، ثم أدركت فجأة أن الحصول على عائد على المال أفضل بكثير من تركه في الحساب الجاري، لكن إلى أي مدى سيؤثر ذلك على حياتي فعلًا؟ %1، %3 أو ربما %4 فائدة سنوية؟ يدور الحديث عن بضع مئات من الشواقل فقط..

بكلمات أخرى، يمكنني سحب أموالي فقط بعد أكثر من عقد من الزمن، وعندها سيكون لدي توفير جيد في البرنامج، لكن بفائدة صغيرة تبلغ بضع عشرات من الشواقل فقط سنويًا.

بعد بحث قصير أجريته مع الأشخاص من حولي، اكتشفت أن معظم الشباب في جيلي يفعلون الشيء نفسه بالضبط -  يتركون أموالهم في الحساب الجاري أو ربما في برنامج توفير مشابه جدًا لبرنامجي، والذي يزيد رأس مالهم في النهاية ببضع عشرات أو مئات الشواقل فقط.

عندما سألت الكثيرين منهم لماذا اختاروا وضع أموالهم في التوفير، أجابوا أنه في جيل صغير، لا توجد إمكانيات استثمار كثيرة - "نستثمر 20 ألف شيكل، ولا نجني من ذلك أي شيء".

 

في هذه المرحلة من الحياة، تساءلت في نفسي: ماذا يحدث مع أموالي وماذا عليّ أن أفعل لكي أحسّن وضعي وأربح أكثر ممّا يقدّمه لي برنامج التوفير "العادي؟".

 

عندما بحثت عن إمكانيات أخرى، اكتشفت عالماً بأكمله من مسارات الاستثمار التي يمكن أن تحقق عوائد أكبر بكثير من برنامج التوفير - مثل صناديق التقاعد للاستثمار، بوليصات التوفير، محافظ الاستثمارات الذاتية والكثير من الاستثمارات البديلة الأخرى.

"ما الذي يمكن أن يضيفه لنا عائد سنوي بنسبة %3؟ لماذا أتعب نفسي بذلك؟ " تساءلت في نفسي.

المثال التالي يعطيكم خلاصة الأمر:

معظم من يردون الخدمة المدنية لا يخرجون مع رأس مال بمئات الآلاف الشواقل، بل غالباً عشرات الآلاف فقط. لذلك، لنأخذ مثالاً لشاب لديه 20 ألف شيكل فقط كرأس مال، وأمر دفع دائم (قدرة على التوفير) بقيمة 1,000 شيكل شهرياً، بفائدة %6 بالمعدل في حال استثمر المبلغ في مسار يحاكي المؤشر في صندوق تقاعد للاستثمار: 

إذا استثمرنا كمبلغ أولي ,20,000 شيكل، وضفنا إليه 1,000 شيكل شهريًا، بفائدة %6،

بعد 10 سنوات سيكون لدينا ما لا يقل عن 200 ألف شيكل.

لو قمنا بنفس العملية لمدة 20 سنة - سيكون لدينا ما لا يقل عن 528 ألف شيكل.

 

لا يُعقَل، أليس كذلك؟

كيف يمكن ذلك إذًا؟ كلف يمكن أن يزداد المبلغ بهذه الصورة؟

بفضل المصطلح العجيب الذي يسمى "الفائدة المركّبة" - أيّ "الفائدة على الفائدة" من استثمارنا، الفوائد التي نجنيها من مبلغ استثمارنا في السنة الأولى، يتم استثمارها مرة أخرى في الصندوق، وتستمر في زيادة الأرباح والعوائد في السنوات القادمة.

بكلمات أبسط - نجني أرباحًا أكثر عندما يتم استثمار أموالنا لفترة أطول.

 

ما الخلاصة؟

الاستثمار في جيل صغير مهم وضروري لكي نمنح أنفسنا الحرية الاقتصادية في المستقبل.

في هذا الجيل، لا توجد التزامات كثيرة، ويمكن "تحمُّل" الأخطاء بسهولة أكبر، ولدينا طبعًا وقت أطول للتعلم وتصحيح الأمور بما يتناسب مع احتياجاتنا تمامًا. 

لكي نستفيد لأقصى درجة من الفائدة المركّبة، من المهم أن نفهم أين نستثمر أموالنا وما الذي يمكن أن يحقق لنا عوائد أكبر، بعد أن أخذنا بالحسبان المخاطر في كل مسار استثمار. 

وكما قال الحكماء، "الفائدة المركّبة هي الأعجوبة الثامنة من عجائب الدنيا" - لذلك استفيدوا منها في جيل صغير.

 

بالنجاح للجميع، ولا تخافوا من اتخاذ مثل هذه الخطوات! 

لكن بعد أن تتأكدوا وتعرفوا ما الأنسب لكم طبعًا.

 

*المذكور أعلاه لا يُعتبَر توصية أو بديلًا للاستشارة المهنية.