Glossary tooltip block

%title% %summary%

البورصة في زمن الحرب

سلوك المستثمرين في ظلّ دويّ المدافع

תמונת אווירה

بقلم: ميراف ريجف، مستشارة مالية في بنك هبوعليم.

 

ليس سرًا أنه في فترة الحرب، حيث تسيطر الأوضاع الأمنية على الساحة العامة، يتضرر الاقتصاد أيضًا ممّا يفرض علينا حالة من الضبابية في سوق متقلّب جدًا. 

في الفترات الضبابية وانعدام الأمن، غالبًا ما نشعر "بالجمود" ونقلّل من معاملاتنا في سوق المال، أو أننا نسحب أموالنا من ملفات الاستثمار وننتظر أيامًا أفضل. المشكلة الكبرى هي أنّ هذه القرارات تكون ناجمة عادةً عن أحاسيسنا الداخلية. الوضع المتوتّر في الخارج يؤثر علينا من الداخل، والمشاعر تلعب دورًا هامًا، ممّا يدفعنا إلى القيام بخطوات سريعة ومتهورة ليس لصالحنا دائمًا.

 

خطِّطوا مسار استثماركم من جديد

خذوا نفسًا عميقًا، افهموا ديناميكيّة السوق في حالات عدم اليقين، استشيروا مختصًا في المجال، واتّخذوا قرارًا حكيمًا وسليمًا يتلاءَم مع احتياجاتكم الشخصية. 

في هذه الفترة، حيث يرى المستثمرون مؤشرات الأسهم وسندات الدين في حالة انخفاض، قد يتصرّفون بنفس الطريقة، بغضّ النظر أحيانًا عن تضرُّر النشاط الاقتصادي للشركات. حالة الضبابية وعدم اليقين تجعل المستثمر يفقد ثقته بالسوق، ويقلص استثماره في الأوراق المالية، ممّا يزيد من هذه الظاهرة.

يجب أن نتذكر أن "المشي وراء القطيع" لا يتلاءَم بالضرورة مع تفضيلاتنا في ملف الاستثمار (التي لم تتغير على الأرجح)، وبيع الأوراق المالية بسبب الصدمة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة، توتّر وخوف. لذلك، في معظم الحالات ننصح بعدم إجراء تغيير في ملف الاستثمار في أوقات عدم اليقين.

 

هناك بعض المعطيات الاقتصادية للفحص في هذه الفترة في إسرائيل:

فائدة بنك إسرائيل تقف حاليًا على %4.5، بعد أن قام بنك إسرائيل في شهر يناير بتخفيض الفائدة، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض بوتيرة بطيئة خلال السنة.

عملية خفض الفائدة من المفترض أن تزيد من استهلاكنا، كمواطنين، من خلال شراء الملابس، الأحذية، المواد الغذائية وغيرها، وبالتالي زيادة النمو الاقتصادي المهم جدًا، إلى جانب إعادة الاستثمارات إلى سوق المال.

نفقات الحرب المرتفعة تنعكس في العجز المتراكم، بالإضافة إلى نفقات الأمن المستمرة وإعادة النازحين إلى بيوتهم. الحل المقترَح من قِبل الحكومة هو رفع الضرائب بهدف زيادة المدخولات وتقليص العجز مع مرور الوقت.

لكل من يواجهون حيرة بخصوص ملف الاستثمارات في هذه الفترة، من المهم أن يكون الملف مبني بشكل يتلاءَم مع احتياجاتكم، ومن المهم أيضًا أن تأخذوا بعين الاعتبار أهداف الاستثمار عند اتخاذ القرار.

 

والسرّ يكمن هنا، أعزائي المستثمرين!

في فترة القتال والحرب، وعند الحديث عن الاستثمارات في سوق متقلب وغير مستقر، السرّ يكمن في تنوُّع ملف الاستثمارات من خلال توزيع المخاطر، بالذات بواسطة منتجات مالية خاملة مثل مؤشرات الأسهم وسندات الدين، أو من خلال مسارات استثمار تتيح المجال لتوزيع المخاطر مثل صناديق الائتمان أو صناديق النقد، وكذلك دمج الاستثمارات خارج البلاد. 

من المفضل توزيع مبلغ الاستثمار بين المسار المرتبط بالشيكل (الفائدة) والمسار المرتبط بالمؤشر (التضخم المالي). نصيحتنا غالبًا هي الموازنة بين هذين المسارين. إضافةً لذلك، من المفضل دمج الأسهم في الاستثمار، للحماية من التضخم المالي ولكسب عائد أكبر على مدار السنوات. لكن تذكروا أن هذا المنتج متقلّب جدًا. في جميع الأحوال، أمامنا كمستثمرين تحديات ليست سهلة، وتقلّب السوق سيرافقنا على طيلة السنة.

 

وختامًا: الحرب التي فُرِضت علينا تؤثر بطبيعة الحال على الاقتصاد وعلى سوق المال أيضًا، تهزّ استقرارها وتُظهِر لنا شاشات حمراء وصادمة.  يجب أن نتذكر أن التاريخ يثبت لنا أنّ هذا التقلّب يزول على المدى الطويل، ويصبح الارتفاع في الأسواق ملحوظًا أكثر فأكثر مع مرور الوقت. هذا التوجُّه ليس وليد صدفة، وعلى الأرجح أن يستمر نظرًا لأن العالم مستمر في النمو. 

نختتم بمقولة "معًا سننتصر"، في الاقتصاد أيضًا!

 

 

*لا يوجد للبنك و/أو لمستشار الاستثمار شأن شخصي في الموضوع.

**المعلومات الواردة في المقال هي معلومات عامة فقط، ولم تتم ملاءمتها لأهداف أو احتياجات كل زبون بشكل شخصي. لا يمكن التعامل مع المعلومات الواردة في المقال، بما في ذلك الاستعانة بالأمثلة عن القطاعات/أنواع المنتجات المالية المختلفة، على أنها استشارة استثمارات أو بديل لاستشارة الاستثمارات التي تأخذ بعين الاعتبار معطيات، احتياجات وأهداف استثمار كل شخص وشخص. لا يمكن الاعتماد على هذه المعلومات و/أو اتخاذ قرارات الاستثمار بناءً عيليها فقط، ويجب على كل زبون أن يتصرّف وفقًا لاعتباراته الشخصية.