Glossary tooltip block

%title% %summary%

Breadcrumbs

كيف تُمضون الصيف مع الأولاد دون تدمير الجيبة؟!

بقلم ليهي عيناف، بالتعاون مع مركز النموّ الماليّ

 

ליה עינב

 

ليهي عيناف إنسانة متعددة المواهب. فهي موظّفة في الجهاز الصحيّ، وكاتبة ومنتجة محتوى. مديرة مجتمعات رقميّة نهارًا وممرّضة في طبّ الطوارئ ليلًا. خالة مُبدِعة بدوام كامل في عطلة الصيف لـ 5 قنابل طاقة. 

ליהי עינב

 

أتحدث كخالة لخمسة أولاد. أرى ذلك يحدث مع الناس الذي حولي في كلّ عطلة صيفيّة. فإذا كانت هناك مشكلة يتّفق عليها معظم الناس، فهي أنّ النفقات في الصيف لا تنتهي. الاستجمام مع الأولاد، الإجازات في البلاد والعالَم، المكيّف الذي يعمل كلّ اليوم تقريبًا، والطقس الحارّ الذي يجعلنا نتراخى ولا نُجري الكثير من الحسابات. لكنّ الأمور لا يجب بتاتًا أن تكون هكذا. فلنحاول أن نرى كيف يمكننا كوالدين أن نجتاز الصيف دون الوقوع في عجز ماليّ، ودون أن نتجاوز سقف ميزانيتنا الاعتياديّة.  

 

الفعاليات المُمتعة يمكن أن تكون رخيصة

يتولى الأب أو الأم مهنة جديدة خلال العطلة الصيفية: مسؤولية الترفيه والاستجمام. وجميعنا ندرك كيف يحدث الأمر. ففي الأسبوع الأول نبذل جهدًا، أمّا في الأسبوع الثاني فنستسلم لأمور مثل الذهاب إلى المجمّع التجاري أو إلى نشاطات غالية تمنحنا بعض الهدوء لبعض الوقت. لكننا لسنا مُلزَمين بفعل ذلك. 

 

كيف يمكننا اجتياز الصيف إذًا؟ لنفترض أنّ في دماغكم كوالدين معادلة بثلاثة متغيرات: الجودة، الثمن، ودرجة الحرارة. تمثّل الجودةُ قيمةَ النشاط، ويمثّل الثمنُ كم يثقل علينا، أمّا درجة الحرارة فتشير إلى الظروف المتوفرة في ظلّ هذا النشاط. 

 

على سبيل المثال، الذهاب إلى الكنيون هو نشاط معتاد يمنح بعض الهدوء بسرعة، لكن أية فائدة نرجو أن يحصل عليها أولادنا حين يتجوّلون بين شبكات طعام وملابس داخل المجمّع التجاري؟ حتى من ناحية الثمن، ستنفقون عشرات أو مئات الشواقل كلّ ساعة، فالمغريات لا تنتهي، والنقطة الإيجابية الوحيدة في هذه المعادلة هي وجود مكيّف في الكنيون. لكن بشكل عامّ، هذه الفعالية تمرّر الوقت فقطـ، لكنها لا توفر لنا أي فائدة فعلية ولا حتى ذكرى جميلة. 

 

أعتقد أنه يحسُن بنا أن نجرّب نشاطات تلبّي المعايير الثلاثة: الجودة، الثمن، ودرجة الحرارة. سأعطيكم مثلًا. لنفترض أنكم تحلمون بيومٍ ممتع في الماء. أول أمر يخطر على بالكم هو متنزه مائيّ يكلّف مئات الشواقل للعائلة. لكن يمكن إيجاد بدائل ذات نوعيّة جيّدة وأقلّ تكلفة. 

 

ما سيأتي مجرّد مثال - فبطبيعة الحال، لكلّ شخص تقييمه الخاصّ:

*ما سيأتي مجرّد مثال - فبطبيعة الحال، لكلّ شخص تقييمه الخاصّ 

 

هل ترون؟ هاتان فعّاليتا مرح ومياه، لكن في إحداهما يقف الأولاد ساعاتٍ في الدور ويأكلون نقانق غالية مع شيبس وكتشب مليء بالسكّر (علامة متوسّطة 3.6)، وفي الثانية يتعرّفون إلى سمكة التنّين ويرَون عالَمًا جديدًا من المخلوقات الحيّة في مكانٍ مُريحٍ أكثر وأقلّ ازدحامًا (علامة متوسّطة 8.6). حاوِلوا تقييم فعاليات أخرى وفق جدولنا، وسترون أنّ الأمر عمليّ. 

 

أنصحكم بأن تلصقوا جدولًا كهذا على الثلّاجة، وحتى أن تلعبوا لعبة تقارن كلّ مرة بين نشاط غالي الثمن وحارّ جدّا، وبين نشاط أفضل يوازيه. وهذا الأمر ينجح دائمًا. 

 

حاوِلوا أن تقارنوا أكبر قدر ممكن من النشاطات. مثلًا، إذا رأيتم أنّ الذهاب إلى السفاري غالٍ بالنسبة لكم وكنتم تبحثون عن نشاط بديل لا يقلّ قيمةً عن ذلك، هناك نشاطات لا نعرف أبدًا بوجودها، ويمكنها أن تنال علامات مرتفعة جدًّا على مقياس الجودة دون أن تتسبّب بنفقات لا داعي لها. على سبيل المثال، تطبيق ״سندو״ هو منصّة تربط بين المزارعين والمتطوّعين، ويمكنها أن تخلق لكم عددًا من النشاطات الممتعة جدّا للأولاد، والتي تساعد أيضًا المزارعين في القطف أو الزراعة.  

 

البطيخ على الشاطئ لا يجب أن يكلّف أكثر من 25 شاقلًا

وجدتُ أمرًا آخر يمكن أن يساعد حقّا، وهو انضمام بعض السلطات المحليّة والمنظّمات في الدولة لمكافحة غلاء المعيشة في الصيف. فبلدية تل أبيب مثلًا قرّرت تحديد الأسعار في الأكشاك المنتشرة على الشواطئ. مثلًا، كوب القهوة الصغير، الأمريكانو البارد، أو الشاي يكلّفكم خمسة شواقل، فيما سعر البطيخ مُحدَّد بـ 25 شاقلًا، أو بـ 30 شاقلًا إذا أردتم إضافة جبنة بلغاريّة كي تتمتّعوا بطعامكم على الشاطئ. انتبِهوا أنّ الأمر ينطبق فقط على الأكشاك التي فازت في مُناقَصات البلدية، إذ إنّ المطاعم على الشاطئ لا تلتزم جميعُها بهذه التسعيرة. ولأنّ أشهر الصيف تشهد قدوم أشخاص من خارج تل أبيب إلى شواطئ المدينة، فإنّ هذه تُعَد بُشرى سارّة يمكن أن تقلّل النفقات وتريحكم من عناء إحضار الكثير من الطعام معكم.
 

 

شواطئ

 

وليست بلدية تل أبيب السلطة الوحيدة التي تكافح من أجل أسعار منخفضة. ففي معظم البلديّات في البلاد، وكذلك في موقع سلطة الطبيعة والحدائق، يمكنكم إيجاد العديد من النشاطات التي لا تكلّفكم أكثر من عشرات الشواقل، مثل حفلة الشبّان المجانيّة في حيفا أو مهرجان الضوء في ميدان المدينة في نتانيا. أحيانًا، لا نبذل جهدًا للبحث وننتظر أن تصلنا المعلومات دون عناء، لكن يجدُر بنا في أيّام الصيف الحارّة أن نخصّص بعض الوقت لنكتشف ما هو متوفّر خارجًا بأسعار منخفضة وأن نتصفّح مواقع الإنترنت المختلفة كي ننال آخر المعلومات. 

 

لا تنسوا أيضًا استغلال أيّ نادٍ أنتم أعضاء فيه، التخفيضات من مكان العمل، وحتى مواقع الكوبونات المختلفة. لا شكّ أنكم تعرفون الشعور الذي تشعرون به حين تصلون إلى مكان نشاطات ما وتكتشفون أنكم الوحيدون الذين دفعوا الثمن الكامل، وهذا الشعور صحيح غالبًا. لذا، الآن هو الوقت لتمتين الروابط مع جميع أفراد الأسرة الذين لديهم تخفيضات كهذه واستغلال كامل حقوقكم في مكان عملكم. فالكثير من أماكن العمل يسعى إلى إيجاد حلول كهذه استعدادًا للصيف. 

 

خلاصة الأمر، بالنسبة لي كخالة لخمسة أولاد هي أنه كي يكون النشاط مفيد وممتع، ليس بالضرورة أن يكون غاليًا. فهناك بدائل كثيرة رخيصة وسهلة. وليس الذهاب إلى مجمّع تجاريّ، تنتظر فيه كلّ شبكات الطعام والأزياء قدومَنا، سوى فخّ للوالدين الذين عليهم أن يجدوا مكانًا للترفيه مع الأولاد.